اغتنم الفرصة .. دعاء أول ليلة من شهر رجب
لاشك أن أولئك الذين يعرفون فضل أول ليلة من شهر رجب يتساءلون الآن عن ما هي أعمال أول ليلة من رجب ؟، والتي بها يغتنمون تلك البركة التي لا يمكن تعويضها قبل عام على الأقل، فمن عِظم فضل هذه الليلة ومن كثرة الوصايا النبوية بالحرص عليها، تأتي أهمية معرفة ما هي أعمال أول ليلة من رجب ؟، لنكن من الفائزين.
مع قدوم أول أيام شهر رجب، يسعي الكثيرين لمعرفة أعمال أول ليلة من رجب ، حيث تعتبر فرصة لا يمكن تعويضها قبل عام على الأقل .
أعمال أول ليلة من رجب
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، إن هناك طاعات مستحبة في شهر رجب ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها في أول ليلة من رجب وخلال الأشهر الحرم بشكل عام، وأول هذه الأمور المستحبة في شهر رجب هو: الدعاء والذكر والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقيام الليل والصلاة وقراءة القرآن والإكثار من العمل الصالح ، والاجتهاد في الطاعات ، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور.
وروي عن أبي جعفر الثّاني (عليه السلام) انّه قال: يستحبّ أن يدعو بهذا الدّعاء أوّل ليلة من رجب : “اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ بِاَنَّكَ مَلِكٌ، واَنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيءٍ مُقْتَدِرٌ، وَاَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْر يَكُونُ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَوجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللهِ، اِنّي اَتَوجَّهُ بِكَ اِلَى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ لي بِكَ طَلِبَتي، اَللّـهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّد وَالاَئِمَّةِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ اَنْجِحْ طَلِبَتي”، ثمّ تسأل حاجتك.
وروى عليّ بن حديد قال: كان موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة اللّيل: “لَكَ الَمحْمِدَةُ أنْ اَطَعْتُكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ أنْ عَصَيْتُكَ، لا صُنْعَ لي وَلا لِغَيْري في اِحْسان إِلاّ بِكَ، ياكائِن (كائناً) قَبْلَ كُلِّ شَيْيء، وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَييء، ِإنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ فِي الْقُبُورِ، وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الاْزِفَةِ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، واَنْ تَجْعَلَ عَيْشي عَيْشَةً نَقِيَّةً وَميتَتي ميتَةً سَوِيَّةً، وَمُنْقَلَبي مُنْقَلَباً كَريماً، غَيْرَ مُخْز وَلا فاضِح، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاَئِمَّةَ، يَنابيعِ الْحِكْمَةِ وَاُولِى النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ الْعِصْمَةِ، وَاْعصِمْني بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوء، وَلا تَأخُذْني عَلى غِرَّة وَلا عَلى غَفْلَة، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ اَعْمالي حَسْرةً، وَارْضَ عَنّي فَاِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظّالِمينَ، وَاَنَا مِنَ الظّالِمينَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي ما لا يَضُرُّكَ، واَعْطِني ما لا يَنْقُصُكَ، فَاِنَّكَ الْوسيعُ رَحْمَتُهُ، الْبدَيعُ حِكْمَتُهُ، وَاَعْطِني السَّعَةَ وَالدِّعَةَ، والاَمْنَ وَالصِّحَّةَ، وَالْبُخُوعَ وَالْقُنُوعَ، وَالشُّكْرَ وَالْمُعافاةَ، والتَّقْوى وَالصَّبْرَ، وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى اَوْلِيائِكَ، وَالْيُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاَعْمِمْ بِذلِكَ يا رَبِّ اَهْلي وَوَلَدي وَاِخْواني فيكَ وَمَنْ اَحْبَبْتُ وَاَحَبَّني، وَوَلَدْتُ وَوَلَدَني مِنَ الْمُسْلِمينَ وَالْمُؤْمِنينَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ”.
هل الدعاء في أول ليلة من رجب مستجاب؟
قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن الدعاء عبادة، وأنه من أفضل الطاعات التي يحبها الله سبحانه وتعالى، منوهًا بأنه إذا كان هذا فيما يخص الدعاء عامة وفي أي وقت، فإنه يكون مستحبًا في أول ليلة من شهر رجب بخصوصه مستحبٌّ، وهي ليلة يستجاب فيها الدعاء.
وأوضحت « الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: « هل الدعاء في أول ليلة من رجب مستجاب؟» ، أنه فيما ورد عن السلف الصالح –رضوان الله تعالى عنهم-، أن هناك خمس ليالي تُفتح فيها أبواب السماء ، ويستجيب الله سبحانه وتعالى فيها الدعاء، مشيرة إلى أن ليلة الجمعة تُعد أولى الليالي الخمس، التي تُفتح فيها أبواب السماء، ويستجيب الله فيها الدعاء.
وأضافت : والثانية هي أول ليلة من رجب، والثالثة هي ليلة النصف من شهر شعبان، والرابعة ليلة الأضحى، والليلة الخامسة ليلة الفطر، موصية بالحرص على الإكثار من الدعاء في تلك الأوقات المباركة ، وتحري كل أوقات استجابة الدعاء الواردة في الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة.
واستشهدت بما جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: «خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ» رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ودللت بقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في كتابه “الأم” (1/ 264): «وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ».
وأشارت إلى أن الأمر في الدعاء واسع؛ لعموم قول الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر: 60)، وقال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ».