منوعات

القصيدة التي أبكت هارون الرشيد

روى الأصمعي أن هارون الرشيد صنع طعاماً وزخرف المائدة وأحضر الشاعر أبا العتاهية وقال له: صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا.. فقال أبو العتاهية:

عِشْ ما بَدَا لَكَ سالماً   …  في ظِلِّ شاهِقَةِ القُصورِ

فقال الرشيد: أحسنت.. ثم ماذا..؟ فقال أبو العتاهية:

يؤتي إليك بما اشتهيتَ  .. لَدَى العشية و البكورِ

فقال الرشيد: حسن.. ثم ماذا..؟ فقال أبو العتاهية:

فإن النفوسُ تَقَعْقَعصَتْ  .. في ظِلِّ حَشرجَةِ الصُّدورِ

فهناكَ تَعْلَمُ مُوقِناً    ..        ما كنتَ إلاَّ في غُرورِ

فبكى الرشيد.. فقال الفضل بن يحيى مخاطباً أبو العتاهية : بعث إليك أمير المؤمنين لتَسُرَّه فأحزنته.. فقال الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمىً فكره أن يزيدنا منه.. فأكمل أبو العتاهية قائلا.

لَا تأمن الْمَوْت فِي طرفٍ وَلَا نفسٍ             ولو تسـتـرت بالأبواب والحرس

وَاعْـلَـم بِأَنّ سِـهَـامَ الْـمَـوْتِ قـاصدةٌ         لــكــــلِّ مــدرَّع مــنّــا ومـتَّــرس

تـرجـو الـنـجَـاة وَلم تسـلـك مسالكها        إِنّ السَّفِـيـنَة لَا تجْـرِي عـلى اليبسِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى