وفاة صلاح الدين الأيوبي
وُلد صلاح الدين الأيوبي أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في التاريخ الإسلامي ، في مدينة تكريت من عائلة كرديةٍ كريمة الأصل وعظيمة الشرف، وكان والده حاكماً لقلعة تكريت، وتصادفت ولادة صلاح الدين الأيوبيّ مع إجبار والده يوسف بن نجم الدين على الخروج من تكريت فأخذه أبوه مصدراً للشؤم؛ حتى أن أحد الحضور في مجلسه قال له (ما يُدريك أن يكون لهذا المولود ملكٌ عظيم له صيت؟!)، فهاجر والد صلاح الدين من تكريت، ونزل في الموصل عند عماد الدين زنكي الذي أكرمه، ونشأ ابنه صلاح الدين نشأةً مباركةً؛ فحفظ القرآن الكريم، والكثير من الأحاديث الشريفة، وتربّى فيها على العزّ، والكرامة، والفروسيّة، وتدرّب على حمل السلاح ونما فيه حُب الجهاد.
إنجازات صلاح الدين الأيوبي
اشتُهر صلاح الدين الأيوبيّ بالعديد من الصفات المميّزة، وتمكّن من تحقيق إنجازات عدّة خلال حياته، ومن هذه الإنجازات العظيمة:
ألغى صلاح الدين الأيوبي سنة 1171م الخلافة الشيعيّة الفاطميّة الضعيفة التي لم تكن تحظى بشعبيّة، وأعلن العودة للإسلام السنيّ في مصر.
سعى صلاح الدين الأيوبيّ منذ عام 1174-1186م لتوحيد جميع المناطق الإسلاميّة في سوريا، وشمال بلاد ما بين النهرين، وفلسطين، ومصر.
تمكّن صلاح الدين في الرابع من شهر تموز في عام 1187م من استخدام كامل قوّته وعدد هائل من الجيوش لصراع المماليك الصليبية اللاتينية، وبصلاحياته العسكريّة تمكّن من محاصرة الصليبيين وتدميرهم، وساهم حصاره لهم في إنهاك الجيش الصليبيّ من العطش والجوع، واستطاع السيطرة والتغلّب على مملكة القدس بأكملها خلال ثلاثة أشهر فقط؛ وهي بيروت، وصيدا، والناصرة، ونابلس، وتورون، قيصرية، ويافا، وعسقلان.
استسلمت مدينة القدس بكلّ ما فيها لجيوش صلاح الدين الأيوبيّ بعد أن دام حكم الفرنجة لها 88 سنة، وذلك في الثاني من أكتوبر عام 1187م، وقد كانت الضربة الأكبر لصلاح الدين الأيوبي.
حصد صلاح الدين الأيوبيّ نجاحاً مفاجئاً؛ إذ قاد الصليبيين للفشل في الاستيلاء على صور، وهي قلعة ساحليّة مهمة، حيث توافد إليها جميع الصليبيون الناجون من المعارك الأخيرة، وقد كانت حملة صلاح الدين الثالثة على الصليبيين في ثلاث دول.
وفاة صلاح الدين الايوبي
خرج صلاح الدين الأيوبي لملاقاة الحجاج العائدين من مكة المكرمة في 14/صفر عام 589هـ، وبعد عودته من هذا الاستقبال أصيب بالحمّى الصفراوية، واشتدّ عليه المرض وتزايد تدريجياً، حتى أصبحت حالته خطيرة وعجز الأطباء عن علاجه، وفي يوم الأربعاء في 27 صفر عام589هـ ازدادت حالته خطورةً، ودخل في غيبوبة طويلة لم يفق منها إلا قليلاً، وبعد صلاة الصبح من ذات اليوم أسلم الروح لبارئها وفارق الحياة.