ما هى قصة الشدة المستنصرية التى جعلت المصريين يأكلون القطط والكلاب ؟
الشدة المستنصرية في مصر .. تساءل الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الشدة المستنصرية ، وذلك لمعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بها، وذلك بعد طرح مسلسل الحشاشين بطولة النجم كريم عبد العزيز ، نبذة عن الشدة المستنصرية ، ضمن أحداث حلقات المسلسل المذاع خلال شهر رمضان 2024 ، حيث تناول المسلسل قصة الشدة المستنصرية والتي عانى منها الشعب المصري لمدة 7 سنوات ، حيث تم اللجوء حينها إلى آكل لحوم البشر والكلاب وأنواع متعددة من الحيوانات، نتيجة المجاعة وسنين العجاف التي شهدتها مصر في تلك الحقبة الزمنية .
موقع أكيد نيوز يستعرض لكم في السطور التالية لكم التفاصيل المتعلقة بالشدة المستنصرية في مصر.
ما هي الشدة المستنصرية بعد عرض مسلسل الحشاشين لها ؟
الشدة المستنصرية هي فترة امتدت لسبع سنين في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وقد سُميت هذه الفترة بـ الشدة المستنصرية نسبة إليه، وحصلت هذه الأيام العجاف تحديدًا في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، والتي حصلت المجاعة خلالها نتيجة جفاف مياه نهر النيل وذلك هو السبب الرئيسي، فيما حدثت الشدة المستنصرية نتيجة عدة أسباب جميعها يندرج تحت إطار الفساد.
و ساءت الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر في ذلك الوقت، فضلًا عن محاربة الجنود لبعضهم البعض وانقسامهم إلى بين عبيد ومغاربة وأتراك وأرمن وشوام، كما أن ضعف شخصية الخليفة والأخذ بنصيحة من حوله الذين أرادوا تدمير البلاد، كان له سببًا مباشرًا في وقوع الشدة المستنصرية.
الشدة المستنصرية في مصر
قال عنها البغدادي “وتزايدت الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضًا، حيث كان في بداية الأمر يقطعون الطرقات ليقتلوا من بها حتى يأخذوا لحمه ويأكلوه، وقد صنعوا الخطاطيف لانتشال الناس والكلاب والمواشي وهم يجلسون في أعلي بيوتهم.
فإذا مر أي كائن حي كانوا ينتشلوه وسرعان ما يشرحون لحمه ويبدأون في أكله، وقد وصف أحد الكتاب واقعة من أبشع وقائع الشدة المستنصرية في مصر، أنه وجد امرأة تحتضن زوجها وهو ميتًا وتأكل من لحمه حتى كادت الجثة تنفجر، هذا إلى جانب بيع كافة الممتلكات من إجراء شراء رغيفًا من الخبز فقط التي وصل حينها إلى خمسين دينارًا، وقيل أنه قد مات نحو ثلثي سكان مصر خلال الشدة المستنصرية.
ومما روى المؤرخون عن مدى القحط والمجاعة التي استبدت بالناس أن الخليفة المستنصر نفسه باع كل ما يملك في القصر، حتى بيع من المتاع ثمانون ألف ثوب، وعشرون ألف درع، وعشرون ألف سيف محلي، حتى الجواهر المرصعة بالأحجار الكريمة بيعت بأبخس الأثمان، ولم يبق له إلا حصيرة يجلس عليها وبغلة يركبها وغلام واحد يخدمه.
وأشار تقي الدين المقريزي، في كتابه «إغاثة الأمة بكشف الغمة»، إلى أن الناس أكلوا القطط والكلاب، مضيفًا: «أكل الناس القطط والكلاب بل تزايد الحال فأكل الناس بعضهم بعضا، وكانت طوائف تجلس بأعلى بيوتها وعليهم سلب وحبال فيها كلاليب فإذا مر بهم أحد ألقوها عليه ونشلوه في أسرع وقت وشرحوا لحمه وأكلوا».
وانتهت الشدة المستنصرية في مصر على يد بدر الدين بن عبد الله الجمالي عام 1573، وذلك بعدما استغاث به المستنصر بالله، ليعيد العدل والحياة مرة أخرى في مصر، فقد حارب الجنود الفاسدين، وأصلح نظام الري بعد أن تم حل أزمة المياه بحكمة من الله سبحانه وتعالى، ثم اتجه الجمالي إلى ترميم القاهرة وإعادة تعمير البلاد؛ لذلك قد أطلق المصريون اسمه على أشهر الأحياء في مصر وهو حي الجمالية.