تُوفي بعد 4 أعوام من تأسيسه.. من هو مؤسس النادي الأهلي ؟
تعود فكرة تأسيس النادي الأهلي المصري إلى عمر لطفي بك، الذي كان يترأس نادي طلبة المدارس العليا الذي أُنشئ عام 1905م وبعد عامين من ترأسه لهذا النادي، وخطرت على باله فكرة تأسيس النادي الأهليّ لشعوره بأنّ الطلبة بحاجة إلى نادٍ رياضيّ لقضاء وقت فراغهم وممارسة النشاطات الرياضيّة، وبناءً على ذلك بدأ عمر لطفي بك بعرض هذه الفكرة على بعض أصدقائه المُقرّبين الذين تحمّسوا لها، وشجّعوه على تأسيس النادي، ومنهم عبد الخالق ثروت، ومصطفى كامل الذي كان قائد الحركة الوطنية في مصر في بداية القرن العشرين.
اجتمع عمر لطفي بك في مطلع شهر نيسان من عام 1907م مع كِبار الشخصيات السياسية في مصر في ذلك الوقت، للاتفاق على جمع المال اللازم لتأسيس النادي وتحديد الموقع الأنسب له، والذي تقرّر أن يكون في منطقة نائية بعيدة عن العاصمة في جنوب جزيرة الزمالك، أو ما كان يُعرف حينها باسم الجزيرة الوسطى.
الاجتماع التأسيسي الأول للنادي الأهلي
عُقد الاجتماع التأسيسي الأول للنادي الأهلي في 24 نيسان 1907م في منزل الإنجليزي ميتشيل إنس بصفته أول رئيس للنادي، وحضره كلّ من إدريس راغب بك، وإسماعيل سري باشا، وأمين سامي باشا، ومحمد أفندي شريف، بِرفقة مؤسّس النادي عمر لطفي بك، الذي طرح فيه مسودةً لعقد إنشاء النادي تحت اسم النادي الأهلي للألعاب الرياضية، وتمّت الموافقة عليه بالإجماع
مؤسس النادي الأهلي
وُلد عمر لطفي بك في عام 1867م في مدينة الإسكندرية في مصر، وهو محامي مصريّ الجنسية تندرج أصوله من إحدى كِبار العائلات في المغرب، وقد اشتُهر في مهنة المُحاماة خلال فترة قصيرة، إذ عمل في قضايا الحكومة، وفي مكتب محاماة سعد زغلول، ثمّ في مجال القضاء، وبعد فترة قرّر أن يخوض تجربة التعليم ليُصبح فيما بعد وكيلاً لمدرسة الحقوق وعمره لا يتجاوز 38 عام، وخلال تجربته في التدريس، وبسبب احتكاكه بالطلبة الشباب واهتمامه باحتياجاتهم وأحوالهم خطرت في ذهنه فكرة تأسيس النادي الأهلي.
يُعدّ عمر لطفي بك أحد روّاد الحركة التعاونيّة على مستوى العالم، ويشتهر بلقب “أبو التعاون” في مصر، حينما أنشأ جمعيات تعاونية في القاهرة تعمل عمل النقابات الزراعية المهنية، ثمّ توسّع في باقي المُدن المصرية الكُبرى، مثل: الإسكندرية، والمنصورة، والمنوفية، وغيرها، وكان من أشدّ الداعين إلى ضرورة تأسيس النقابات المهنية
تُوفي عمر لطفي بك في عام 1911م بعد 4 أعوام من تأسيسه للنادي الأهلي، فهو لم يرَ نجاحات النادي الأهلي التي حُقّقت فيما بعد، حيث أصبح النادي مع مرور السنين من أكثر الأندية شعبيةً في أفريقيا وفي الشرق الأوسط، وحاز على العديد من الألقاب والبطولات المحلية والقاريّة، كما منحه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لقب نادي القرن الأفريقي في مطلع القرن 21 م